دموع حــــاج !!

قالوا لثابت البنانى : عالج عينك ولا تبك.
فقال: أى خير فى عين لاتبكى.

بقلبى منهم علق
ودمع فيهم علق
ولى من حبهم حرق
لها الأحشاء تحترق
وما تركوا سوى رمقى
فليتهم لهم رمق

دمعة على عرفات كانت أقرب إلى من أى قريب، لكنها ليست سوى دموع الإشفاق على أمة، تجمعها شعيرة واحدة، وقبلة واحدة، ودين واحد ويعبدون إلها واحدا، لايختلفون على دين ولكن قلوبهم تختلف حين لايفهمون دينهم فهما صحيحا ، فتدب الخلافات بينهم، ملايين البشر من المسلمين على عرفات الله، مغيبين عن الدين وهم يؤدون أعظم شعيرة فى الإسلام، إنها دموع حسرة على من يقصرون فى عبادتهم، على عرفات الله تجد المُحرمين وهم يحملون السجائر فى أيديهم ويدخنون التنباك على عرفات الله، فى بقعة طاهرة المفترض أن لاتسمع فيها سوى نهنهات وبكاء الخطائين وهم يذرفون دموع الندم على ماسلف،تجدهم وقد علت أكوام القمامة من حولهم حيث يرمى كل من يأكل فى أى مكان وعلى أى صورة وإذا بقدمك تغوص فى هذه الأكوام، فأين سلوك البشر من المسلمين فى هذا الموقف العظيم؟
لاتسمع سوى أصوات مرتفعة وضجيجا لمن يضحكون ويتسامرون وقد نسوا أنها أعظم اللحظات ، لحظات التوبة والمغفرة.....
اّلمنى أن يجلس أمامى مجموعة من الشباب أخذوا يتسامرون ويضحكون ويقهقهون على مدار اليوم حتى قلت لهم إنها أعظم اللحظات فاستثمروها وهم لاهون منشغلون...
متى تحركنا عبادتنا ونحولها من عادة إلى عبادة فتنقلنا من طور إلى طور...
دموع على عرفات الله، اّخر ما يمكن أن يتخيله حاج أن يموت غرقا فى مكة التى يندر فيها المطر ويقل فيها الماء... لقد كان ذلك حين ضربت السيول مكة المكرمة بعد زوال يوم الثالث من أيام التشريق، بين لحظة وبين طرفة عين وانتباهتها إذا بالسيول تغرق المكان وتحيط بالناس حتى ارتفع منسوبها إلى أن غطى بعض الخيام ولقى الله شهيدا من كُتب عليه الموت فى هذا المكان ويكفيه فضلا أن يكتب له أجر الحاج إلى قيام الساعة ، لكنها لحظات دموع على أرواح بين عشية وضحاها تلقى ربها وهى غير منتبهة فى وقت حزَم الحجاج أمتعتهم وهموا بالإنصراف من " منى" إلى طواف الوداع لمن يتعجلون ثم يعودون إلى ديارهم وإذا بهم لا يعودون، إنها دموع استوقفتنى كثيرا وكم أرجو أن تغسل ذنوبى وأن تقيل عثرتى وأن ترحم الشهداء والغرباء ممن لقوا ربهم فى الأماكن الطاهرة..