صحّة قدميكِ... تبدأ بحذائك!

يشتري المرء بمعدّل خمسة أزواج من الأحذية سنوياً. كيف يتم الاختيار الصحيح وإلى من نلجأ في حال واجهنا المشاكل بسبب الأحذية؟ في ما يلي آراء بعض الاختصاصيين في هذا المجال...

لم يعد يقتصر عمل الأحذية اليوم على انتعالها، إنما باتت تحمي القدم وتجعلها تتنفّس. إذا كان من الصعب التأكّد من فائدة الوسادات الهوائية، فالنعل المصنوع من الكاوتشوك (ميفيستو، جيوكس...) له فائدة واضحة. يعتبر الاختصاصيون في الأقدام وخبير حاذق في صناعة الأحذية أنّ النعل المصنوع من الكاوتشوك مطابقٌ لضروريات الأشخاص الذين يعيشون في المدن والذين يقطعون المسافات سيراً على الأقدام غالبًا.

حجم ومقاس

الكاوتشوك في الواقع عبارة عن مادة ماصّة طبيعيّة ومثاليّة للأقدام الحسّاسة، وفكرة استخدامه ليست وليدة الصدفة. يشير الاختصاصيون إلى أن التطوّر في صناعة النعل تبع التطوّر الذي شهدته دواليب عربات النقل. كان في البداية يُصنع من الخشب كالقبقاب مثلا، من ثم طُوّق بالمعدن بعدها بالجلد فالكاوتشوك، وأخيراً الحَوْق المنفوخ بالهواء.

أما العنصر الأهم فهو الحجم المصمَّم للقدم، عندما نمشي، يتغير هذا الحجم فتكون القدم بحاجة إلى مساحةٍ لتتحرّك، وإذا لم تجد تلك المساحة تعانب من آلامٌ وتشوّهات... 40% من الشكاوي التي يسمعها الاختصاصيون سببها الأحذية. بناءً عليه، يمرّ العلاج بمرحلة تعديل طريقة انتعال الحذاء.

لكن، كيف بإمكاننا أن نعلم ما إذا كان الموديل الذي عاينّاه مناسباً؟ لنعد إلى مشكلة الحجم وهي مشكلة ليس من السّهل تقديرها لدى شراء الحذاء، أما مقاسه فيفيدنا قليلا. لهذا السبب يجد أصحاب الأقدام العريضة أو الذين يكون السطح الأعلى لأقدامهم ضخماً، صعوبة في شراء الماركات المتخصّصة بالأقدام الحسّاسة التي يكون لموديلاتها عرض أعلى من المعدل.

أجزاء

• المقدّمة: ينبغي أن تكون قاسية بشكلً كافً لحماية القدم من الصدمات، عريضة كفاية لتتمكن الأصابع من التحرك.

• العَقِبية: ينبغي أن تكون مقاوِمة بما يكفي لكساء العَقِب (العظمة التي تقع في مؤخرة القدم وأسفل الساق)، لكن غير قاسية جداً لئلا تهيّج البشرة.

• النعل: يجب ألا يكون قاسياً كثيراً، ليمتصّ وعورة الأرض والصدمات وألا يكون طرياً كثيراً، وإلّا لن تعمل القدم بشكلٍ جيد. أما في ما يخص المادة التي يُصنع منها النعل، فيمكن الاختيار بين الجلد والكاوتشوك.

• قوس الحذاء: يؤدي هذا العنصر، الذي يشكل تقويسة النعل، دوراً مهماً في جعل القدم مرتاحة وفي تثبيت قوسها. كذلك لا يجب أن يُثنى الحذاء من الوسط أو يُطوى النعل.

• الكعب: طوله من 3 إلى 4 سنتيمترات للسيدات ومن 1.5 سنتيمتر إلى سنتيمترين للرجال.

• الرباط: يثبّت القدم ويتيح امتدادها خلال المشي.

احتياطات

بالطبع نحب أن نرتدي أحذية على الموضة. للاستمرار في انتعال الأحذية بشكلٍ سهل، من المجدي اتخاذ بعض الاحتياطات.

تعتبر القدم أكثر المناطق جفافاً في الجسم وتحتاج إلى الترطيب. «صحة أقدامكم في المستقبل تصنعونها أنتم اليوم». هذا الإنذار تكرره بانتظام إحدى الاختصاصيات بمعالجة الأرجل على مسمع مرضاها. لا تخلو الطريقة التي نعتني فيها بأقدامنا من الآثار إذا كانت أقدامنا ضعيفة. قبل 15 عاماً، كان معظم المرضى الذين يستشيرون الاختصاصيين بمعالجة الأرجل من المسنّين، أما اليوم، فيزداد أكثر فأكثر عدد الشباب أحياناً حتى المراهقين الذين يقصدون تلك العيادات الطبية بغية معالجة أقدامهم وطلب المشورة.

معاينة

ينبغي أن نعاين أقدامنا بشكلٍ سريع كل يوم وبانتباهٍ أكثر مرة أسبوعيًّا، ما يسمح بملاحظة الآلام في بدايتها، وفي حال الشك في الأمر، طلب المشورة من الطبيب. من حسن الحظ أن تكون الإصابة بورمٍ قُتاميني نادرة الحصول، لكن، قد يحصل أن يُخلط بينه وبين الثؤلول، لذلك من الأفضل استشارة الطبيب.

تجفيف

غالباً ما ننسى بعد الإستحمام تجفيف منطقة ما بين أصابع القدم بعناية. تعزز الرطوبة بروز التشقّقات والأورام الفطرية. من ثم هل نستخدم الكريمات المرطبة أم لا؟ كل شيءٍ يعتمد على طبيعة البشرة، فإذا كانت جافّة، من الأفضل استخدام الكريمات المرطبة يوميًّا. إذا كان لديكم ميل إلى التعرّق، استخدموا مضاداً للعرق وضعوا الطَلْق أو منتجاً قابضاً في أحذيتكم.

أظافر

ذلك يعني احترام أطراف الأظافر لتجنُّب خطر انغراز الظفر في اللحم وعلى مستوى أنملة الأصابع. إنه تفصيلٌ يجب القيام به مرة أسبوعياً لتجنُّب الضغط المفرط الذي يسببه الخذاء، ويفضل بعد الإستحمام إذ يكون الأمر أسهل. إذا كانت الأظافر قاسية، يعالج الاختصاصي الأرجل بإضعاف ثَخانتها، ما يجنب عودة انغراز الظفر في اللحم، قد تعطي تلك العملية الأظافر مظهرا صافيا.

عَقِب

إذا كان العَقِب مشققاً، قد يسبّب التهاباتٍ خصوصاً إذا كانت الدورة الدموية سيئة. في تلك الحالة لا غنى عن كريم مغذٍّ. كذلك، يخفف الكريم المرطب المادة القرنية التي تتشكل أكثر في الصيف، عندما يمشي المرء حافي القدمين. لا يجب إزالتها أكثر من مرة أسبوعياً، خوفاً من تنشيط تكوّنها. يُنصح بتحاشي انتعال الأحذية المفلطحة التي تزيد تلك التشققات.

سؤال طبي

هل يجب محاربة الأحذية الرياضيّة التي تُسبّب الدّفء؟

نفكر خصوصاً في خطر التعرّق، إذاً الإصابة بورمٍ فطري، لكن المشكلة الأساسية هي في مكانٍ آخر. عددٌ كبيرٌ من الأحذية الرياضية مزوّد بنعلٍ سميك يخفف بدرجةٍ كبيرة الصدمات. أما في ما يخص الأحذية التي لا تحتوي على أربطة فهي تُجبر القدم على العمل بقوّة، وينحّى الإبهام جانباً لتجنُّب خسارة الحذاء.

النتيجة: آلامٌ وأصابع قدم ملتوية وانحراف إبهام القدم الذي يظهر منذ نهاية سن المراهقة.

5 نصائح للخيار المناسب

- اشتروا الحذاء في آخر النهار فالقدم تكون انتفخت.

- خذوا معكم جوارب نصفية لتجربوها مع الحذاء.

- حاولوا أولاً لبسه من الناحية الأقوى للقدم.

- أثنوا الركبة وتأكدوا من أن أصابعكم لا تلمس أسفل الحذاء عندما تُقرفصون.

- أرفضوا شراء حذاء يُزعج القدم.