ويُستقبل رمضان بمحاسبة النفس
قال تعالى: يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ اِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَاَنْسَاهُمْ اَنْفُسَهُمْ
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم
ومحاسبة النفس تكون قبل العمل وبعد العمل
أما قبل العمل فهو محاسبتها على النية والاتباع
وأما محاسبة النفس بعد العمل فهو على ثلاثة أنواع
الأول: محاسبتها على طاعة قصرت فيها في حق الله تعالى
وحق الله تعالى في الطاعة ستة أمور
الإخلاص في العمل
النصيحة لله فيه
متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
شهود مشهد الإحسان فيه
شهود منة الله عليه فيه
شهود تقصيرة فيه
الثاني: أن يحاسب نفسه على كل عمل، كان تركه خيراً من فعله
الثالث: أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد، لِمَ يفعله؟
وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا وعاجلها، فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به
بهذا نستقبل رمضان، ونعيش رمضان، ونسعد برمضان، ونستفيد من رمضان، وإن لم نفعل ذلك، فالأمر كما قال عليه الصلاة والسلام: رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من صيامه السهر
نسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال
وألا يردنا خائبين خاسرين
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين