طوفان المشاعر وتحطيم الصمت

بسم الله الرحمن الرحيم

طوفان المشاعر...وتحطيم الصمت

قالت:السلام عليكم

قال: وعليكم من الله السلام

• هل أفهم منك أنك لا تبادلني السلام؟؟
• لم أقل ذلك.
• فلماذا قدمت لفض الجلالة في كلامك..وكأنك لا تريد أن تقول أنني أعطيتك السلام.
• أولا يكفيكي سلام الله...؟؟
• قالت يكفي..
• قال فكتفي بهذا السلام
• قالت كيف حالك...؟؟
• وكيف ترينني؟؟

:

• قالت انا سألتك ولا يرد السؤال بسؤال..
• أنا لم أرد بسؤال وإنما قصدت أنضري الي تعرفين حالي وصحتي...
• وهل تكفي معرفة الحال من المنضر..
• قال يكفيك المنضر عن المخبر
• لماذا انت بارد المشاعر؟؟
• لأن هذا البرود يجعلني أعيش بسلام..
• إذن تعترف بأنك بارد؟؟
• من وجهة نضرك على الأقل...
• لماذا تختصر الكلام؟؟
• لا أحب الثرثرة...
• هل تقصد أنني ثرثارة؟؟
• لم أقل ذلك...لهذا اكره أن أتكلم كثيرا... لم اقل الكثير ومع ذلك قولتني ما لم أقله..
• ربما لو شرحت وأكثرت الكلام لما فهمت أنا ما فهمت
• قال: كثرة الكلام توادي الى كثرة الثغرات وكثرة الهفوات..
• أنت لا فائدة منك؟؟
• قال: المتهم بري حتى تثبت إدانته...والنفي بالمطلق دائما يثبت خطء الكلام..
• قالت أنت مدان من رأسك إلى قدمك...وسقطت دمعة من عينها وهمت بالرحيل...
مشت عنه مسيرة 10 أقدام وهي تذرف دموعها....وكانت قد أزمعت أن تتركه بلا عودة...
فجأة.....

صرخة مدوية لم تشهدها من قبل.........انتظري..
التفتت إليه ورأته يتجه نحوها وهو مطأطأ رأسه إلى الأرض...والضلال تغطي ملامح وجهه...رفع رأسه ورأت الدموع تنبت في عينية لكنها يحاول ان يردها..فتتجمد الدمعات في محاجرها....رأت في عينية مشاعر جياشة رأت في ملامح وجهه عالم من العاطفة التي لم ترها من قبل...وفجأة عاد وجهه إلى ما كان عليه.... الملامح الباردة التي اعتادت ان تراها..
لم تتكلم هي أبدا...وأستمر في صمتهما لبرهة من الزمن فقد اعتاد عليها بأنها هي من تبدأ بالكلام...لكنه وجد نفسه مضطرا للحديث هذه المرة لأنها هو من ناداها...
شهرت بفرحة كبيرة فهذه المرة الأولى التي يبداء فيها هو بالكلام...

• لماذا تثقين بي؟؟
• تحولت فرحتها الى انتكاسه حينما سمعت سؤاله...قالت: لأنك أعطيتني ثقتك
• وكيف أعطيتك ثقتي ولم اقل ذلك بنفسي ولم اعقد معك لا عهد ولا ميثاق..
• قالت لماذا إذن كنت دائما تكلمني وترد علي حين أسألك انا كنت واثقة فيك كرجل تفهم مشاعري وتعرف ما أقل لأنك كنت دائما أذكى عني في أجوبتك كنت دوما تفهم اٍسألتي بل وترد عليها بأجوبة مسكته..فلم أتخيل يوما بأن هذا العبقري لا يفهم لماذا أكلمه؟؟ يفهم كل شي فهل يعقل انه لا يفهم مشاعري اتجاهه؟؟

رفرف بعينيه قليلا وصمت.....لم يدري ماذا يقول ولأول مره يشعر انه غير قادر على أن يتهرب من ألأسئلة كان أسلوبه دائما الكر والفر لكنه يشعر الآن بأن موازين المعركة انقلبت عليه فقد كسر حاجز صمتها...
• كان دوره في الكلام كان عليه أن يرد ولو بسؤال...ولماذا لم توضحي له مشاعرك اتجاهه إذا كنت شاكة في ذلك..؟؟
• قالت ماذا تريد مني أكثر من ذلك...انا كلمتك ورضيت أن أكلمك وتنازلت عن هذا الحاجز لأجلك أنت...يا من تجهل المشاعر...ماذا تريدني أنا دوما من يسألك عن حالك انا من يسلم عليك أنا من يبادر في الحديث....هل تعتقد بأنني لا اعرف ديني ولا أعرف عادتي حتى أفعل ذلك هل تعتقد بأني أبيع نفسي لك هل تعتقد اني فتاة بلا.......وأجهشت بالبكاء...ماذا تريدني أن افعل أكثر من هذا هل تريدني ان اصرخ في وجهك أنا أحبك كما تفعل بائعات الهوى هل تريدني أن اصرخ بين أهل بيتي وجيراني انا أحبك ...هل تفعل البنت الشريفة ذلك...
• الآن سقط لا يدري ما يقول شعر بأنه بلا لسان ذهبت كل شجاعته ذهبت كل ثقته بنفسه تحول بروده إلى مشاعر لا يدرك ما هي...شعر بأنه ينهار لا يملك زمام الكلام لا يستطيع ان يرد ولو بحرف...أحس بأن حروف اللغة امتحت من ذاكرته لا يدري بماذا يرد عليها.....
• أكملت حديثها قائلة: أنني اليوم عرفت حقيقتك فأنت إما أن تكون جماد لا يدرك معنى المشاعر آلة قادرة على التحليل والجواب فقط آلة لا تمتلك أي إحساس...أو أن تكون نذل تعرف كل شي وتريد أن تهينني تريد أن تلعب بمشاعري تريد أن تحطمني...
• بدأت عيناه تذرف الدموع وهو غير قادر على أن يحرك شفتيه يريد أن يصرخ في وجهها بأن تصمت...
• استمرت هي في الحديث....نعم أنا اعترف بأنني أخطأت ورميت بمصيري بين يديك كنت أضنك رجلا تعرف معنى الحياة كنت أضنك ستدرك مقصدي بشرف..فلماذا جعلتني اليوم كبائعة الهوى بين يديك لماذا فعلت ذلك...أنا لا أطيق أن أراك ابتعد من حياتي إلى غير رجعة...عفوا أنا من سأبتعد لأنك لم تقترب أصلا مني أنا دوما من كنت اقترب منك..أنا من بعت قلبي لك ولا كنك لا تستحقه أنت لا تستحقه........لا تستحقه نعم لا تستحقه وان كنت قد سكنت فيه........فلا مكان لك الآن فيه.........فلقد مللت منك ومن برودك لقد مل فوادي منك!!!! وارتفع صوتها بالبكاء...........
التفتت إليه ووجدته يبكي بدون صوت لكن دموعه تنساب من بين تقاسيم وجهه...استدارت لترحل عنه...
وأخر كلمة قالتها له: لقد ملك فوادي..
• سقط على الأرض سقوط الفارس من على الجواد و قبل ان تحرك قدمها للرحيل قال:
أن التي زعمت فوأدك ملها خلقت هواك كما خلقت هوا لها......
فابتسمت ولكنه لم يراها....ومشت مبتعدة عنه...........

حلوة كتير